إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

758 ـ مَسْلَمة بن عبدالملِك (66 ـ 120 هـ) = (685 ـ 738م)

مَسْلَمة بن عبدالملك بن مرَوان بن الحَكَم بن أبي العاص الأموي. ولد ونشأ بدمشق، وتثقف ثقافة عالية، وتدرّب علي فنون الفروسية، وحُرِم من الخلافة لأن أُمه كانت أَمة، وكان لا يتولى الخلافة في عهد الأمويين إلاّ أَموي من أم عربية حرة. وقد أوصى عبدالملك أبناءه بأخيهم مَسْلَمة، فأصدروا عن رأيه. وكان مسلمة بن عبدالملك من أبطال عَصره وفاتح، يُلقَّب بالجرادة الصّفراء. له فتوحات مشهورة. فقد غزا أرض الروم سنة 86، 87 هـ، وفتح حصوناً كثيرة، منها حصن بوْلَق والأخرم وبُوْلُس وقمقيم، سنة 88هـ، ومعه العباس بن الوليد بن عبدالمللك، وفتح طُوانة وحرثومة، وفتح في هذه السنة ثلاثة حصون رومية، هي قسطنطين وغزالة والأخرم للمرة الثانية. وافتتح حصن عَمْورية وهرقلة وقمونية سن 89 هـ، وغزا الترك حتى بلغ الباب من ناحية أذربيجان، وافتتح حصوناً ومدائن هناك في السنة نفسها. كما غزا أرض الرّوم، ففتح الحصون الخمسة التي بسورية. وتكررت غزواته في أرض الروم وفتح حصونها، في السنوات من 92هـ إلي 97هـ، فحاصرها بجيش قوامه مائة وعشرون ألْفاً براً وبحرً ولم يتمكن من فتحها. فانسحب المسلمون في عهد عمر بن عبدالعزيز، بعد حصار دام ثلاثين شهراً، سجل فيه مَسْلَمة وجنوده بطولات خالدة. فقد استخدم الروم النار اليونانية في صَدّ المسلمين، فضلاً عن الشتاء القارس لذلك العام، ونفاد المواد الغذائية، مما أدى إلي موت آلاف المسلمين. ولما قضي مسلمة علي فتنة يزيد بن المهلب سنة102هـ، فجمع له أخوه يزيد علي أثر ذلك ولاية الكوفة والبصرة وخرسان سنة 102هـ، فأحسن تأمين الجبهة الشرقية لدولة بني أمية. وعزله يزيد عن ولاية العراق بسبب عدم رفعه شيئاَ من خراجها إليه، وتصرفه في أموالها داخلياً، بما يعود بالنفع علي استباب الأمن، ولكنه جعله مستشاراً له. واستعمله أخوه هشام علي أرمينيا وأذربيجان سنة 107هـ، ففتح قري كثيرة بها ووطد الأمن وأثر فيها تأثيراً حسناً، وغزا بنفسه الترك عدة مرات. ولم يغب مسلمة عن ساحات الجهاد حتي سنة 114هـ عندما اعتلت صحته، ومات بدمشق. وحفظ له التاريخ أنه كان خليفة بغير خلافة، وملكاً غير متوج، ومتفوقاً علي الخلفاء الذين تولوا الخلافة بعد أبيه، من دون أن يستغل تفوقه في منافسة الخلفاء علي السلطة.وكان أوسع الأمويين فتحاً وأشهرهم بعد معاوية، وبعد أبيه عبدالملك بن مروان. ويذكر أن نسبة بني مسلمة ترجع إليه، وكانوا يسكنون بلاد الأشمونيين بمصر.